تزامنًا مع يوم المرأة العمانية، نظمت نقابة عمال جامعة صحار بالتعاون مع إدارة الجامعة وعدد من الجهات الأخرى ندوة المرأة العاملة في سلطنة عُمان تحت رعاية المكرمة المهندسة/رحمة بنت حمد المشرفية – عضوة مجلس الدولة، تناولت فعاليات مختلفة إضافةً لأوراق عمل قيمة بدعم من الشركة العمانية للاتصالات “عمانتل”، حيث تناولت الورقة الأولى “الحقوق والواجبات للمرأة العاملة في قانون العمل العماني” قدمها خليفة بن سيف الحوسني – رئيس قسم الأنشطة والفعاليات بالاتحاد العام لعمال السلطنة – أشار من خلالها بأن غالب القوانين والتشريعات الوطنية ومن ضمنها – أحكام قانون العمل العماني والقرارات الصادرة بشأن تنفيذه – لم تميّز بين الرجل والمرأة بل وضعتهما في كفة واحدة في الحقوق والواجبات، إلا في الحالاتِ التي تستدعي إفراد مواد وأحكام خاصة بالمرأة نظرًا لطبيعتها البيولوجية والنفسية بقصد منحها المزيد من الحماية والتمكين، وأنه بإلقاء نظرة فاحصة على مجمل الأحكام والمبادئ التي اشتملت عليها التشريعات الوطنية بدءًا من النظام الأساسي للدولة مــــرورًا بجميع التشريعات الأخرى النافذة، نجــــدها تشير إلى أن القاعدة العامة هي “المساواة بين الرجل والمرأة” في شتى مناحي الحياة، وكانت ولا تزال مبادئ المساواة عرفًا سائدًا يتبعه القائمون على تنظيم شؤون الحياةِ العامة في السلطنة، بعدها تناولت الورقة بشكل خاص أبرز الأحكام التي جاء بها قانون العمل العماني والمتعلقة بالمرأة العاملة.
وجاءت الورقة الثانية بعنوان “نحو بيئة عمل بلا عنف ضد النساء” للدكتور/ رضوان الحاف -عضو الهيئة التدريسية بكلية القانون – جامعة صحار، استعرض من خلالها الجهود المبذولة على الصعيد الدولي بشأن القضاء على العنف في بيئة العمل من خلال تناول خطة التنمية المستدامة التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015م، وبدأ تنفيذ أهدافها السبعة عشر في الأول من يناير 2016م، حيث يسعى الهدف الخامس منها إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات، والمبادرة المقدمة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في 20 سبتمبر 2017م بعنوان مبادرة تسليط الضوء من أجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، كما تناول بالتحليل اتفاقية العمل الدولية رقم 209/2019 بشأن القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل.
وحملت الورقة الثالثة عنوان “المرأة العاملة وضمانات التوازن بين متطلبات الأسرة والعمل “قدمها الدكتور/ حسن بن سالم البريكي من مركز الاستشارات العائلية القطري، والتي أشادت بالدور الذي لعبته المرأة عبر التاريخ كأحد أركان العملية الاقتصادية، فهي شريك أساسي في النشاط الاقتصادي للدول، وفي العصر الحديث استطاعت المرأة أن تثبت وجودها في العديد من مجالات العمل، كما تناولت الورقة الحلول العملية للتوفيق بين عمل المرأة خارج المنزل وقيامها بشؤون بيتها.
أما الورقة الختامية فجاءت بعنوان “إضاءات على تاريخ المرأة العمانية، الزعامة والقيادة “، حيث استعرضت الدكتورة/ هاجر عبد الرحمن الحرّاثي من جامعة صحار بعض التجارب الريادية للمرأة العمانية في الشعر والفقه والسياسة من خلال العودة للمصادر العمانية القديمة ككتب التاريخ والتراجم والطبقات وأدب السيّر.
ومن جانبه قال الدكتور/ سعيد بن ناصر العمراني – رئيس نقابة عمال الجامعة والمشرف العام على الندوة: “حاولنا من خلال هذه الندوة تبيان الرؤية العمانية لمكانة المرأة العاملة التي تقوم على أساس المساواة بينها وبين الرجل في جميع الحقوق والواجبات، مع مراعاة طبيعتها وتكوينها البيولوجي والتي تحتم على المشرع والمجتمع ككل تهيئة الظروف التشريعية والموضوعية التي تؤدي فيها المرأة دورها ووظيفتها بصورة طبيعية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والأسرية بما يحقق التكامل والانسجام، كما أن السلطنة قد خطت خطوات واسعة في عهد النهضة المباركة في تأكيد حقوق المرأة العاملة انطلاقًا من الشريعة الإسلامية والتشريعات العمالية والفهم العميق للمعطيات الطبيعية والإنسانية لكل من الرجل والمرأة، كما أطلقنا من خلال الندوة مبادرة نقابة عمال جامعة صحار والمتمثلة في جائزة نقابة عمال جامعة صحار للشخصية النقابية الملهمة، ونأمل مستقبلاً تنظيم نسخة ثانية للندوة وطرح قضايا محورية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة“.